تكريم منتدى رياض نداف الثقافي للأديبة ليلى مقدسي

احتفى منتدى رياض نداف الثقافي، في جلسته العاشرة بعد التحرير والثالثة والتسعين العادية، بالأديبة الأستاذة ليلى مقدسي.
أُقيمت هذه الأمسية التكريمية في رحاب مؤسسة مضمار، حيث تم تسليط الضوء على مسيرتها الأدبية الغنية وتقديم قراءات نقدية وفنية في أعمالها المختارة ومجمل نتاجها الأدبي تحت عنوان “طيور الضباب”.


وتعتبر الأديبة ليلى مقدسي، المولودة في صافيتا عام 1964، من الأصوات الأدبية السورية المميزة، حيث أثرت المكتبة العربية بالعديد من الأعمال التي تنوعت بين الشعر والرواية والقصة والدراسات الصوفية. وقد لُقبت بألقاب عدة تقديرًا لمكانتها الأدبية، منها “شاعرة التجليات الصوفية” و”أيقونة الشعر”.
شكلت الجلسة فرصة للجمهور والنقاد للتعمق في عالم مقدسي الأدبي، واستكشاف رؤاها وأساليبها الفنية التي تجلت في إبداعاتها المتنوعة، والتي حملت الأمسية عنوانًا مستوحى منها هو “طيور الضباب”، مما يعكس الأجواء الشعرية والفكرية التي تطبع أعمالها. وتأتي هذه اللفتة التكريمية تأكيدًا على دور الأدباء والمثقفين في إثراء الوجدان الجمعي وبناء جسور التواصل المعرفي.
وفي كلمة موجهة من علاء الدين حمامي للأديبة ليلى مقدسي “بكل ما في القلب من اعتزازٍ وتقدير، نقف اليوم لنكرّمَ قامةً أدبيةً سورية، الشاعرة والروائية المبدعة، الأستاذة ليلى مقدسي. هي ابنةُ الكلمةِ الصادقةِ والوجدانِ الحيّ، التي جعلت من رحاب الأدب مرآةً للروح السورية الأصيلة، ومن عوالم الشعر مرفأً دافئاً للعاطفة الإنسانية النبيلة.

على امتداد عقودٍ من الإبداع المتوهج، أهدتنا الأستاذة ليلى نصوصًا لا تكتفي بأن تُقرأ، بل هي تجارب تُحَسُّ وتُعاش في أعماقنا، لأنها وُلِدَت من رحم الألم ونور الأمل، من وهج الحب وقسوة الخسارات، ومن جذور الانتماء الصادق لهذه الأرض المعطاء.
ليلى مقدسي، لم تكن مجرد صوتٍ أدبيٍّ متفرد، بل كانت وما زالت ضميرًا ثقافيًا وإنسانيًا يقظًا. بصوتها وقلمها، عبّرت بشجاعة عن قضايا الإنسان الجوهرية، وانتصرت لقيم الحق والجمال والعدالة، وذلك بكلماتٍ تشبه معدنها الأصيل: نقيةٍ كالنبع، دافئةٍ كالشمس، وعصيّةٍ على أي خذلان.
وإذ نكرّمها اليوم، فإننا لا نكرّمُ شخصها فحسب، بل نكرّمُ إرثًا أدبيًا غنيًا ومسيرةً حافلةً بالعطاء. فنقول لها بكل محبة وامتنان: شكرًا لكِ، أستاذة ليلى، لأنك كنتِ، وما زلتِ، ذلك الصوتَ الفريد الذي منح اللغةَ حياةً متجددة، والأنوثةَ حضورًا باهرًا، والوطنَ ظلًا وارفًا من كلماتٍ خالدةٍ لا تموت.”